كيفية بناء محفظة استثمارية
Mr WallStreet
Mr WallStreet
20 أكتوبر 2024

كيفية بناء محفظة استثمارية : خطوات وأسرار لتحقيق أهدافك المالية

يُعتبر بناء محفظة استثمارية قوية خطوة أساسية لأي شخص يسعى لتحقيق أهداف مالية طويلة الأجل. سواء كنت مستثمرًا مبتدئًا أو لديك خبرة سابقة في الأسواق المالية، فإن إدارة استثماراتك بطريقة إستراتيجية تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستوى النجاح الذي قد تحققه. المحفظة الاستثمارية هي ببساطة مجموعة متنوعة من الأصول، مثل: الأسهم والسندات والعقارات، التي يهدف المستثمر إلى تنميتها وتحقيق العوائد منها بمرور الوقت، سواء كنت تسعى لزيادة الثروة أو تحقيق دخل ثابت أو حتى حماية رأس المال من التضخم، يمكن أن تكون هذه المقالة دليلًا عمليًا لتتعلم كيفية بناء محفظة استثمارية تتماشى مع طموحاتك.

ما هي المحفظة الاستثمارية؟ ولماذا هي مهمة؟

المحفظة الاستثمارية هي مجموعة من الأصول المالية التي يمتلكها المستثمر بهدف تحقيق عائد مالي. تشمل الأصول في المحفظة الأسهم، السندات، العقارات، والسلع، مثل: الذهب والنفط، وحتى الأصول الرقمية كالأصول المشفرة. الهدف من المحفظة هو تحقيق توازن بين المخاطر والعوائد بناءً على إستراتيجية استثمارية محددة. هذا التوازن يعتمد على نوع الأصول المختارة ونسبة كل منها في المحفظة، مما يساعد المستثمر على تنمية أمواله بطريقة مستدامة.

تعتبر المحفظة الاستثمارية مهمة؛ لأنها تمنح المستثمر القدرة على تنويع استثماراته وتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على نوع واحد من الأصول. التنويع يعني توزيع الأصول على استثمارات متعددة، مما يساعد على تقليل تأثير أي انخفاض في أداء أحد الأصول على الأداء العام للمحفظة. بالإضافة إلى ذلك، المحفظة الاستثمارية تمنح المستثمر القدرة على تحقيق أهدافه المالية الشخصية، سواء كانت تحقيق نمو طويل الأجل، دخل منتظم، أو حتى الحفاظ على رأس المال. بشكل عام، بناء محفظة استثمارية قوية يعتبر من أساسيات النجاح المالي.

كيفية بناء محفظة استثمارية

إنشاء محفظة استثمارية للأسهم الأمريكية يتطلب وضع خطة مالية مدروسة تأخذ في الاعتبار عدة عوامل رئيسة، مثل: الأهداف المالية، مستوى المخاطرة المقبول، ومدة الاستثمار. الخطوة الأولى هي تحديد أهدافك المالية. هل تسعى لتحقيق نمو طويل الأجل، دخل ثابت، أو تحقيق مزيج من الاثنين؟ هذه الأهداف تساعد في توجيه نوع الأصول التي يجب أن تتضمنها المحفظة.

الخطوة التالية لتتعلم كيفية بناء محفظة استثمارية هي تحديد مستوى المخاطرة المناسب لك. إذا كنت مستثمرًا شابًا ولديك وقت طويل حتى تحتاج الأموال، قد تكون على استعداد لقبول مخاطر أعلى مقابل فرصة تحقيق عوائد أكبر. من ناحية أخرى، إذا كنت تقترب من سن التقاعد، قد تفضل تقليل المخاطر والتركيز على الاستثمارات الآمنة، مثل: السندات. بعد ذلك، يجب عليك اختيار توزيع الأصول بين الأسهم، السندات، وغيرها من الأصول بناءً على مستوى المخاطرة والأهداف المحددة. أخيرًا، من الضروري مراقبة المحفظة بانتظام وإعادة توازنها إذا لزم الأمر لضمان بقاء استثماراتك متوافقة مع إستراتيجيتك المالية.

كيف أفتح محفظة استثمارية؟

لفتح محفظة استثمارية، عليك اتباع خطوات بسيطة تعتمد على الوسيط الذي تختاره لإدارة استثماراتك:

  • تحتاج إلى اختيار شركة وساطة أو بنك يقدم خدمات الاستثمار. توفر العديد من شركات الوساطة منصات عبر الإنترنت تتيح لك فتح حساب بسهولة وإدارة استثماراتك بنفسك. أشهر هذه الشركات تشمل ETRADE، TD Ameritrade، وFidelity.
  • تقديم البيانات الشخصية الضرورية، مثل: الهوية، المعلومات المالية، وتفاصيل الاتصال. بمجرد إكمال هذه البيانات، ستحتاج إلى إيداع مبلغ أولي في حسابك. بعض الوسطاء يتطلبون حدًا أدنى من الإيداع، لذا تأكد من قراءة الشروط بعناية.
  • بعد ذلك، يمكنك بدء الاستثمار عن طريق شراء الأصول التي ترغب في تضمينها في محفظتك، مثل: الأسهم أو السندات أو الصناديق الاستثمارية المتداولة.
  • بعض المستثمرين يفضلون الاستعانة بمستشار مالي للمساعدة في بناء محفظة تلائم أهدافهم المالية. إذا كنت مبتدئًا في الاستثمار، قد يكون الاستعانة بمستشار خطوة حكيمة لتجنب اتخاذ قرارات غير مدروسة.

كم نسبة إدارة المحفظة؟

تختلف نسبة إدارة المحفظة بناءً على الوسيط أو المستشار المالي الذي تدير من خلاله استثماراتك لشراء وبيع الأسهم، وكذلك على نوع الحساب والخدمات المقدمة. عادةً، تفرض شركات الوساطة نسبة مئوية من إجمالي قيمة المحفظة سنويًا، وتعرف هذه النسبة باسم رسوم الإدارة. تتراوح هذه الرسوم في العادة بين 0.25% إلى 2% سنويًا، بناءً على حجم المحفظة ونوع الخدمات المطلوبة.

على سبيل المثال: قد تكون الرسوم في حدود 0.25%-0.5% إذا كنت تتعامل مع منصات رقمية تقدم خدمات إدارة تلقائية للمحافظ عبر الخوارزميات، مثل: Robo-Advisors. أما إذا كنت تفضل التعامل مع مستشارين ماليين يقدمون خدمات استثمارية مخصصة ويقومون بمتابعة محفظتك بشكل نشط، فقد تصل الرسوم إلى 1%-2% أو أكثر.

بالإضافة إلى رسوم الإدارة، قد يواجه المستثمرون تكاليف إضافية، مثل: عمولات التداول عند شراء أو بيع الأسهم أو السندات، وكذلك الرسوم المرتبطة بالصناديق الاستثمارية. من الضروري أن يفهم المستثمر التكاليف المرتبطة بإدارة محفظته لضمان أن الرسوم لا تؤثر بشكل كبير على العوائد المحتملة.

تعرف على: الفرق بين شركات النمو وشركات الدخل

 مكونات المحفظة الاستثمارية

تتألف المحفظة الاستثمارية عادةً من عدة أنواع من الأصول، بهدف تحقيق تنوع يقلل من المخاطر ويزيد من فرص العوائد. أهم مكونات المحفظة هي:

  • الأسهم: تمثل ملكية في شركة معينة وتتيح للمستثمر فرصة الاستفادة من نمو أرباح الشركة. توفر الأسهم إمكانية تحقيق عوائد مرتفعة على المدى الطويل، لكنها تأتي مع مستوى عالٍ من التقلب والمخاطر.
  • السندات: تُعتبر السندات أصولًا أكثر استقرارًا من الأسهم، حيث تمنح المستثمر دخلًا ثابتًا في شكل فوائد. السندات الحكومية والسندات الشركات تعتبر خيارًا جيدًا للمستثمرين الباحثين عن أصول أقل مخاطرة.
  • الصناديق المتداولة: مثل: الصناديق الاستثمارية المشتركة أو الصناديق المتداولة في البورصة (ETF)، التي تجمع استثمارات عدة في سلة واحدة، مما يمنح تنوعًا تلقائيًا ويقلل من المخاطر المرتبطة بسهم أو سند واحد.
  • السلع: مثل: الذهب أو النفط، تستخدم في بعض الأحيان كأداة تحوط ضد التضخم أو التقلبات الاقتصادية.
  • العقارات: يمكن أن تكون جزءًا من المحفظة من خلال الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري (REITs) أو الأصول العقارية المباشرة.

تنوع المحفظة يساعد على تحقيق التوازن بين المخاطر والعوائد، مما يعزز استقرارها على المدى الطويل.

مخاطر المحفظة الاستثمارية

مخاطر المحفظة الاستثمارية هي التحديات التي قد تؤثر سلبًا على قيمة الأصول المكونة لها وتؤدي إلى خسائر مالية. من أهم هذه المخاطر هي مخاطر السوق، وهي التقلبات في أسعار الأصول بسبب تغيرات في الاقتصاد أو السياسات المالية أو الأحداث العالمية، مثل: الأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر التضخم التي تتمثل في تآكل القوة الشرائية لرأس المال مع مرور الوقت، مما قد يقلل من قيمة العوائد المحققة.

مخاطر الائتمان أو مخاطر الإفلاس، وهي المخاطر التي تتعلق بعدم قدرة الشركات أو الحكومات على سداد الديون أو الإفلاس، تؤثر على السندات والأوراق المالية ذات الدخل الثابت. كما أن مخاطر السيولة قد تظهر عندما يجد المستثمر صعوبة في بيع أصول معينة بسرعة دون تخفيض السعر بشكل كبير.

أخيرًا، هناك مخاطر التنويع أو عدم التنويع الكافي. إذا كانت المحفظة تعتمد على عدد قليل من الأصول أو القطاعات، فإنها تصبح أكثر عرضة للمخاطر المرتبطة بتلك الأصول أو القطاعات. لذلك، من المهم للمستثمرين إدارة المخاطر عبر التنويع والبحث عن إستراتيجيات استثمارية تحميهم من التقلبات غير المتوقعة في الأسواق.